تعد المملكة العربية السعودية واحدة من الوجهات السياحية الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمزج بين العراقة التاريخية، والمناظر الطبيعية الخلابة، والمعالم الدينية البارزة. وفي ظل رؤية المملكة 2030، ازدهر القطاع السياحي بشكل ملحوظ، ما ساهم في تسليط الضوء على كنوزها السياحية التي ظلت خفية لسنوات. إليك أبرز الأماكن السياحية التي يجب زيارتها في السعودية:
1. العلا – متحف مفتوح في قلب الصحراء
تقع محافظة العلا شمال غرب المملكة، وتُعد من أبرز الوجهات السياحية الأثرية والطبيعية. تضم العلا موقع “الحِجر” أو مدائن صالح، وهو أول موقع سعودي يُدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. يتميز هذا الموقع بواجهاته الصخرية المنحوتة التي تعود لحضارة الأنباط، ويُقارن كثيرًا بالبتراء في الأردن.
بالإضافة إلى الآثار، توفر العلا تجربة سياحية متكاملة بفضل فعاليات مثل “شتاء طنطورة”، الذي يجمع بين الموسيقى، والثقافة، والمغامرات الصحراوية في بيئة طبيعية مبهرة.
2. الرياض – عاصمة تجمع بين الحداثة والأصالة
العاصمة الرياض أصبحت وجهة سياحية نابضة بالحياة، تضم مجموعة واسعة من المتاحف، والمنتزهات، والمراكز التجارية الحديثة. ومن أبرز معالمها:
- برج المملكة: أحد أطول الأبراج في السعودية، ويوفر إطلالة بانورامية على المدينة من الجسر السماوي.
- المتحف الوطني السعودي: يعرض تاريخ شبه الجزيرة العربية منذ العصور الحجرية حتى عصر الدولة السعودية الحديثة.
- حي الطريف في الدرعية: وهو أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي، ويحتضن آثار الدولة السعودية الأولى، ويُعد من أهم المواقع التاريخية في المملكة.
3. جدة – عروس البحر الأحمر
جدة مدينة ساحلية متميزة تجمع بين الفن، والثقافة، والمياه الزرقاء الصافية. تُعرف بتاريخها التجاري العريق وموقعها كمنفذ رئيسي للحجاج القادمين إلى مكة.
- جدة التاريخية (البلد): تحتضن مباني تراثية تعود لأكثر من 500 عام، بأسلوب معماري فريد يدمج بين الطراز الحجازي والعثماني.
- كورنيش جدة: يمتد على طول الساحل ويوفر مناظر خلابة للبحر الأحمر، ومناطق ترفيهية، ومجسمات فنية مميزة.
- نافورة الملك فهد: أطول نافورة في العالم، تقذف المياه بارتفاع يصل إلى 312 مترًا.
4. مكة المكرمة والمدينة المنورة – وجهتان روحيتان
لا يمكن الحديث عن السياحة في السعودية دون ذكر أهم مدينتين مقدستين في العالم الإسلامي: مكة المكرمة والمدينة المنورة. فهما تحتضنان ملايين الزوار سنويًا من الحجاج والمعتمرين.
- في مكة، يأتي المسلمون من كافة أنحاء العالم لزيارة المسجد الحرام وأداء العمرة أو الحج، إضافة إلى زيارة جبل النور وغار حراء.
- أما في المدينة المنورة، فيقصد الزوار المسجد النبوي الشريف، ثاني أقدس المساجد في الإسلام، ويزورون مقامات الصحابة وقباء وأحد وغيرها من المعالم الإسلامية.
5. أبها – لؤلؤة الجنوب
تقع مدينة أبها في منطقة عسير، وتُعرف بجمال طبيعتها ومناخها المعتدل صيفًا، مما يجعلها وجهة مثالية للهروب من حرارة الصيف.
- منتزه السودة: يوفر إطلالات ساحرة على جبال تهامة ويضم مسارات للمشي والتخييم.
- قرية المفتاحة: تجمع بين الفن التشكيلي والتراث الثقافي، وتعرض أعمال فنانين محليين.
- قصر شدا: معلم أثري يعكس الطراز المعماري التقليدي في المنطقة.
6. نيوم – مدينة المستقبل
تُعد نيوم من أكثر المشاريع السياحية طموحًا على مستوى العالم. تقع على ساحل البحر الأحمر شمال غرب المملكة، وتقدم رؤية جديدة للحياة الحضرية، تجمع بين الابتكار والتقنية والطبيعة. رغم أنها لا تزال قيد التطوير، فإن بعض مناطقها، مثل “تروجينا” و”ذا لاين”، بدأت في استقبال الزوار ضمن تجارب استكشافية مميزة.
7. الطائف – مدينة الورود
تقع الطائف على ارتفاع عالٍ عن سطح البحر، وتتميز بمناخها المعتدل ومناظرها الطبيعية الخضراء، وهي مشهورة بمزارع الورد الطائفي الفاخر.
- سوق عكاظ: يعيد إحياء التاريخ الثقافي للشعر والأسواق القديمة.
- منتزه الردف وحديقة الملك فهد: وجهات مثالية للعائلات والسياح.
- قرية الشفا: توفر مناظر جبلية خلابة وتجارب فريدة لعشاق الهدوء والطبيعة.
ختامًا
تملك المملكة العربية السعودية ثروة سياحية متنوعة قلّ نظيرها، من الصحارى الواسعة والجبال الخضراء، إلى المواقع التاريخية والمقدسات الإسلامية. ومع انفتاح البلاد وتسهيل إصدار التأشيرات السياحية، أصبحت زيارة السعودية تجربة لا تُنسى لعشاق التاريخ، المغامرات، والاستكشاف. ومن المتوقع أن تستمر المملكة في جذب المزيد من السياح حول العالم في السنوات القادمة، مع مشاريع سياحية ضخمة تعيد رسم خريطة السياحة الإقليمية والعالمية.